في ظل غياب الدولة الحقيقية التي من واجبها توفر الخدمات الضرورية للسكان وانشغال الكيانات بحروب طويلة الأمد تناحرًا على السلطة والنفوذ، بينما السكان يموتون إما بأسلحة المتحاربين أو بالأمراض والأوبئة التي نمت وتفشت في أتون تلك الحروب غير المنتهية، ولم يعد هناك أمل يلوح في الأفق القريب أو البعيد ينبئ بنهاية محددة للصراع على كراسي الحكم وتقاسم الثروة. وصار الشباب هم الفئة التي تدفع الثمن الباهظ لتلك الحروب واستقطابهم إما بالترهيب أو بالترغيب للانخراط في صفوف ميليشيات القتل والاقتتال لخوض حروب ما من هدف لها، ولا مبرر لها لتنتهي حياة أولئك الشباب بصور فوتوغرافية تلصق في لوحات كبيرة أو على الأضرحة لتكون شاهدة على مأساة حقيقية يعيشها اليمن أرضًا وإنسانًا في ظل تجاهل عربي ودولي تجاه ما يحدث ولا عزاء للمحرومين والموعزين إلا إيمانهم بأنهم بشر رغم كل الجراح. وقد حوت هذه القصة حالة جميلة وكيف نجت من موت محقق أثناء ولادتها بولدها الوحيد محفوظ وكيف انتهت حياتها وحياة زوجها وابنها وهناك آلاف من مثل جميلة وأحمد ومحفوظ وتنتهي حياتهم بمثل تلك النهاية لكن لا أحد يرصدها أو يلتفت إليها وقد صمت وعمت مسامع العالم وأعينهم عن سماع ورؤية تلك المآسي التي تغذى من دماء وأشلاء المجتمع اليمني
