استعراض كتاب دردشة بدون صوت

Sep 30, 2020

عرض: رامي أبو راية

كتاب دردشة بدون صوت، الصادر عن منصة كتبنا للنشر الشخصي، تأليف الكاتب مينا ماهر، كتاب من نوعية الأدب الساخر، فعلى غرار كتاب الأذكياء لابن الجوزي، وكتاب البخلاء للجاحظ، وكتاب الظرفاء لمحمود السعدني، يقدم لنا كتاب دردشة بدون صوت من خلال المواقف الطريفة، والفكاهة اللطيفة، والنكات الظريفة، ضحكة خفيفة وأحيانا من الأعماق، من خلال قصص قصيرة وبعض المقلات القليلة التي سردها الكاتب مينا ماهر بلغة عامية دارجة على اللسان المصري الأصيل دون إسفاف، أو أبتذال وانحطاط مراعيا الآداب العامة والأخلاق، ومع ذلك تجد الفرح والمرح والإبتهاج مع كل قصة تطالعها تجد أبطالها يقعون ضحايا لمواقف غريبة وعجيبة أو سخيفة بسبب سوء الفهم أو التفهام بين شخصياتها، يحتوى الكتاب على مائة وواحد عنوان منها قصص من وحي الواقع ومنها قصص من نسج خيال المؤلف أجتمعت كلها على رسم الإبتسامة، دون أن تخلوا من حكمة أو عظة أو طرح سؤال أو منطقية بعض المفاهيم والأفكار، قد يبدو لك الكتاب في سطورة الأولى من نوعية الكتابات الهزلية حينما يقدم لك الكاتب مينا ماهر نفسه ويقول أن هوايته الأساسية هي الرسم ورغم ذلك لم يرسم منذ عشرون عام، وأنه قد لحن الكثير من الأغاني ورغم ذلك لم يتمكن من العزف على أي آلة موسيقية، ومن مدى كرهه للدراسة حصل على شهادتان واحدة في الهندسة والأخرى في علم النفس، و أنه كتب روايتين على هاتفه المحمول أثناء ذهابة وإيابة من العمل، رغم أنه لا يحب القراءة ولا الكتابة، والأعجب من كل ما سبق أنه لم يعش في مصر أبدا فقد تركها وهو ابن ثلاث سنوات، إلا أنك حينما تطالع صفحات الكتاب التي بلغت ربعمائة وأربيعن صفحة بعنوانيها المائة وواحد عنوان تجد لغة عامية أصيلة، كتبت بقلم قد غمس في شوارع وبيوت وشخوص مصر، ابن البلد الذي يكتب الحواديت والحكايات والأخبار من أجل الإعتبار، بخفة الظل المعهودة فيه، والتي ميزته عن معظم شعوب العالم لنلقب بالشعب ابن النكتة، لذا ستضحك مع أول قصه تقع عليها عينك وهي (النظام في العظام)، وستتعجب حينما تقرأ قصة (مطلوب للتجنيد) رغم أنه الأبن الوحيد، وتندهش مع قصة (عريس من جهة وهمية) وكيف تصير الأمور سلسلة بدون طلبات تعجزية، أو قصة (الحب مش كل حاجة) عليك أن تجربي وتبعليه فقد تعتادي عليه، والقصة التخيلية (عالم الحيوان) حوار تخيلي بين الجمل والنسر يذكر كل واحد منهم فضائله وما يميزة عن الآخر، أما قصة (حق ربنا) فهي مضحكة مبكية، وقصة (عارف) التي تطرح سؤال منطقي ساخرا ماذا لو صنعوا الطائرة من الصندوق الأسود، أما قصة (لا عريس بجلباب أبي) عندما لا يعجب الأب بالعريس فسوف يصير الطيار سائق أتوبيس، لتعود للعجب مرة أخرة مع قصة (مرور الكرام) مع شخصية الضابط وقانون المرور حينما يشرح بقانون الفزياء لمدرس الفزياء الذي يلجأ إلى قاعدة الكرمشة والنعنشة، وتضحك من قلبك مع قصة (كلت الإمتحان يا مؤمن) المستلهمة من واقع الجامعات المصرية، أما قصة (تحصيل النور) ماذا لو أستمرت أزمة انقطاع الكهرباء في مصر وصار حساب النور بالشمعة، أما قصة (حافة الإلحاد) تسير معك بخطوات منطقية كيف يبدأ الأمر في أوله بسيط ليكبر معك درجة درجة، ليأخذك مرة أخرى للتخيل بقصة (في الأدغال) لتتخيل معه ماذا لو أن لكل إنسان قرين من الحيوان، أما قصة (الجماعة) عندما يؤدي سوء الفهم إلى الخلط بين الوصف والسب والقذف، وفي كل قصة يطرح علينا مينا ماهر العديد من المفاهيم المغلوطة التي يتاعيش الناس معها بسلاسة وبساطة متناهية، فقد صارت أفكار راسخة رسوخ الجبال الرواسي، فالرائحة العفنة التي تشمها ليست آتيه من جيرانك بل آتيه من داخل بيتك، وما الذي جعل الطبيب البشري يتعامل مع مرضاه وكأنه طبيب بيطري، وما يحدث من جراء الأستهتار ليتحول طبيب البواسير إلي سباك المواسير، وكيف تمكنت العامية المصرية بساعدة مخترع الأمثال الشعبية أن تصيغ جمل كفيلة بأصابة من أمامك بجلطة قد تودي بحياته على الفور، قد نفهم معني (عشم إبليس في الجنة) ولكن كيف نفهم باقي ما يقال عن التعجيز، ولما لا نغير أسماء أجهزة الجسد لأسماء أخرى لها دلالة واقعية، وحينما ترى القمة العربية وتشعر أنك تحتاج إلى معاجم لغوية، وما هذا الكم الذي يفتي بدون علم ، ولما الأصل غير مطابق للصورة، هل لأن المخرج يريد ذلك، قد يكون، لذلك لا تتعجب حينما يحاول أهل زوجتك أثبات أن الطفل يشبههم فهم يريدون أثبات ملكية، فقد صار التعليم بالعكس، فأستعد لكي تجيب على طفلك عندما يأتي ويسألك عن معني كلمة أصل وفصل، فلا تمل من الكلام والرص، والعدد في اللمون حدوته مصرية، ليظل الأمل قابع داخل السندرة، فلا تتعجب من أن مايكل مسلم، لأن صادق صار كاذب، ورغم أن الجوع الكافر، إلا أنه يشاع أن لا أحد يموت بسببه، لذا دعك من المشاهد التاريخة فليس لها سوق، وليكثر من غيرك طالما أنعدم خيرك، فقد أدى الإنفصام الذي نعيش فيه إلى الشعور بالإنفصال عن كل ما هو حلال، وأكد لنا أننا أصبحنا ممنوعين من الصرف، لذا لابد من الفصال، بشرط أن يكون بلا شرط، لعلنا نصل لمن سينفخ المليون، هل يكون الزوج الحاصل على جيمع الألقاب، فنحن في إمتحان، هل جربت أن تفتحت الكتاب حتى لو كل من حولك يجيب من الذاكرة، أم تخشى أن تحول إلى التحقيق بتهمة (بوس الواوا)، صار الحمار حصان، والحصان حمار وكله يخطوا على نفس المنوال، لعلنا ظللنا في الثمانينات ليظل مشهد الأسرة المصرية الأصيلة المجتمعة كلها في صالة المنزل تستمع إلى صوت إبنهم المغترب عبر شريط التسجيل ونرى على وجوههم كل التعبيرات الإنسانية التي صارت تتلاشي مع قسوة الأيام وسرعتها وتزاياد ماديتها، كل هذه المعاني والمافيهم ستجدهها وأنت تمر على السطور المغلفة بالضحكات ولكن في القلب منها آهات، تجعلك تضحك حتى البكاء.

مواضيع متعلقة

التعليقات

  • sara

    15 Jun 2017

    رحم الله الشهداء جميل جدا استمر

  • Admin

    11 Oct 2020

    ????

  • Admin

    11 Oct 2020

    كيف انشر كتاباتي!؟؟

إضافة تعليق