على من نتتلمذ؟

Feb 20, 2021

يقول الروائي والشاعر والناقد الإنجليزي "تشارلس مورجان".

من أجل أن نتعلم الكتابة علينا فعل شيئان ضروريان، أولا تدريب النفس، ثانيا، دراسة الأساتذة الصالحين للدراسة بالطريقة الصحيحة.

إن الكتاب العظام من أصحاب الرؤى يفتحون عيوننا، إنهم يمكنون الفنان من أن يرى، ويبقون جذوته الأصلية حية فيه، ولكن إذا ما كان هؤلاء العظماء من النوع الحرون، أو كانت قدرتهم قائمة على صفة فريدة من الترتيل السحري وليس على الفضائل التي يمكن تعلمها، والمشاركة فيها، فلن تكون الاستفادة منهم كثيرة أو كبيرة في إزالة نواحي القصور في الصناعة عند من يتعلمون الكتابة، بل قد يزيد نواحي القصور لديهم.

والكتّاب أصحاب الأهواء أساتذة خطرون لهذا السبب نفسه.

فحتى الكاتب الناضج المتمكن من صناعته يعلم أن هناك كتبا يجب ألا يقرأها قبل أن يجلس للكتابة وقد تكون من أرفع الكتب، ولكنها بالنسبة إليه في تلك اللحظة مفرطة العنف، أو مفرطة التكلف، حادة المذاق، أو كثيرة العطور، فإذا كان المرء يقرأ مثل هذه الكتب فيجب عليه أن يتمهل قبل الكتابة حتى يذهب أثر الإيقاع من عقله والطعم من فمه، وليس معنى هذا انتقاصا من الإيقاع ولا من الطعم، ولكن معناه فقط أننا إذا أردنا أن نتعلم كيف نكتب فخير لنا أن ندرس أولئك الأساتذة الذين يتميز أسلوبهم بالبساطة فهذا مكمن فضيلتهم التي تتوقف إلى حد كبير على إحكام العبارة، ووضح التعبير، واستخدامهم للشكل ليس كوسيلة لتزيين ديباجتهم، أو لكي يسحروا ويبهروا قراءهم قبل كل شيء، بل يستخدمون الشكل كوسيلة لتوصيل رؤيتهم وإضائتها على أكمل وجه.

ليظل المبدأ دائما هو أن المعنى "ربةٌ" يخطب ودها ولا تغتصب، ولا يمكن كسبها بالألاعيب، بل يجب أن يخطب ودها بكل ما في اللغة من وسائل، وبالحرارة التي يحكمها الشكل.

فالمعنى لا يستسلم إلا للذين يتعلمون كيف يعرفونه ويتأتون إليه.

فإذا أدرنا أن نتعلم الكتابة فيجب أن نتطلع إلى الأساتذة ذوي الاستقامة الذين لم يكونوا حرونيين أو هوائيين.

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق