نبوءة هندة

May 25, 2025

(نبوءة هندة)

رحلة البحث عن الحقيقة وسط غموض أحداث الواقع، تعد رواية (نبوءة هندة) للكاتب (علي نور الدين) عملًا دراميًا مشوقًا، ينسج بين ثناياه أسئلة حول الحقيقة حتمية اللقاء.

نُشِرت الرواية عبر منصة (كتبنا) للنشر الشخصي لتقدم حكاية تستكشف مجموعة من الأفكار العميقة، ليست على مستوى القصة وحسب، لكن على مستوى التأمل في الإنسان والمجتمع والتاريخ.

تبدأ الرواية بمشهد سفر مراد بالقطار ولقائه بهندة التي أهدته رواية تمثل رمزية النبوءة، ثم يقابل وليد الذي تُرك وحيدًا ويصير مع مراد ليعتني به مما يعطي انطباعًا أكثر غموضًا في مطلع أحداث الرواية تتوازى معها أحداث الرواية الممثلة في النبوءة التي أُهديت لمراد مما يعطي صورة رمزية للأحداث ويجعلها أكثر تشويقًا.

تُصنَّف رواية (نبوءة هندة) برواية فكرية رمزية مليئة بالغموض والتشويق، وسبب رمزيتها أن أحداثها يتداخل فيها العمق الفانتازي المُحمَّل بمعانٍ عميقة مثل فكرة النبوءة وتداخل أحداثها بواقع الشخصيات.

للرواية بعد وجودي مثل بعض الأسئلة التي طرحت (من أنا؟ ليه بيحصل لي كده؟)

وبجانب الأحلام والرؤى وعالم النبوءة الغامض يعزز الجانب الميتافيزيقي.

بالرغم من وجود الغموض إلا أن الرواية تطرح أسئلة فكرية واقعية جدًا حول (الحرية، دور المرأة المتمثل في هندة حاملة النبوءة، التلاعب بالحقائق).

وهنا الرواية قد تتشابه في جانب البحث الداخلي من رواية (الخيميائي).

اللغة والأسلوب:

استخدم الكاتب لغة عربية بسيطة بدرجة لا تفقد النص عمقه، تناسب شريحة كبيرة من القراء وتحمل وزنًا أدبيًّا أو فلسفيًّا في بعض الجمل.

(غموض مُتعمَّد أَحيانًا)

يُوصِل من خلالها رمزًا أو مشهدًا عبارة فيها أبعاد خفية، وهذا يضفي إحساسًا بالنبوءة كشيء غير واضح بالكامل.

أحيانًا يستخدم الكاتب جملًا طويلةً متأملةً، وأحيانًا جملًا قصيرةً سريعةً وقت التوتر، وهذا يعكس حالة الشخصيات النفسية أو إيقاع الأحداث.

من أفكار الرواية المحورية:

الإنسان في مواجهة مصيره.

الرواية تطرح سؤالًا فلسفيًّا كبيرًا:

هل نحن مسيرين تحت نبوءات وقدر مكتوب أو أحرار نتحكم في مصيرنا؟

فالرواية لا تقدم إجابة جاهزة، ولكنها تجعل القارئ يعيد التفكير في فكرته عن القدر خاصة بعد رؤية الصراعات.

الرواية إضافة أدبية قيمة لمكتبة القارئ الباحث عن الغموض والمواضيع الفلسفية الممتلئة بالرمزية وعمق الفكرة؛ فهي تناسب من عمرهم 16+.

في النهاية، نبوءة هندة ليست مجرد رواية تُقرأ، بل تجربة فكرية وروحية تُعاش، ينجح الكاتب علي نور الدين في بناء عالم روائي مفعم بالغموض، حيث تختلط النبوءة بالحقيقة والمرأة بالمصير والوعي بالخطر، إنها دعوة للتأمل، لا في مصير (هندة)، بل في مصيرنا جميعًا.

بعض الملاحظات التطويرية:

مراجعة بعض المقاطع لغويًا؛ هناك مقاطع قوية جدًا لغويًا، لكن هناك أماكن بسيطة من الممكن أن تُنقَّح لغويًا لتصير أفضل. نهاية أكثر حسمًا أو توجيهًا.

النهاية المفتوحة جميلة، لكن من الممكن إضافة لمسة رمزية أو جملة ختامية قوية تترك أثرًا فلسفيًّا واضحًا في ذهن القارئ. 

التنسيق الكتابي، قد يُحدِث تشتتًا أحيانًا للقارئ عند تداخل القصص الثلاثة ببعضها بسبب تنسيق الفقرات الحوارية الخاصة بكل قصة وتحديد أسماء أو رموز للشخصيات المتحاورة في كل فقرة.

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق