كتاب (أسطورة 2)
للكاتب (حلمي مكي)
قد تُصادِف في قراءاتك صنفًا أدبيًا واحدًا أو صنفين في كتاب، لكن أن تصادف ألوانًا عدة من الفنون والأدب، بل ومن المحتوى العلمي والثقافي والروائي ممتزجين في كتاب واحد!! هذا ما لا نراه عادة ويندر وجوده.
(أسطورة 2) ليس مجرد كتاب، إنه رحلة من مشاعر وأفكار وصدمات وضحك ودموع في صفحات أجاد كتابتها الكاتب (حلمي مكي) والتي نُشِرت على منصة (كتبنا) للنشر الشخصي.
هذا الكتاب ليس روايةً تقليديةً ولا قصةً واحدةً، إنه أنطولوجيا تجمع بين القصص القصيرة، والمسرحيات الرمزية، والحكايات الخرافية المستوحاة من ألف ليلة وليلة والمقالات الاجتماعية والنصوص الدينية وحتى الشعر.
ملخص محتوى الكتاب:
كتاب (أسطورة 2) عبارة عن عمل أدبي متنوع، يتكون من مجموعة كبيرة من النصوص، المقسمة إلى أقسام واضحة داخل فهرس الكتاب وكل قسم يتناول نوعًا مختلفًا من الأدب، فنجد من القصص القصيرة قصة (كوابيس) وهي حوارات فلسفية داخل السجن، تناقش الحب، والموت، والعدالة، ونجد قصة (ليلة الميلاد) وهي قصة وفاء بين زوجين يرويها رجل عجوز تكشف عن دهائه في الحفاظ على زوجته وسط مجتمع منافق، ثم نجد المسرحية والتي قُسِّمت إلى ثلاثة فصول وتناقش فكرة الصراع القائم بين الشيطان والإنسان وغيرها من حواديت ألف ليلة وليلة بأسلوب عصري، وغيرها من قصص البطولة والوطنية للجيش المصري.
اللغة والأسلوب:
يأتي الكتاب بلغة عربية فصحى سليمة مبسطة تُوجَّه للقارئ مباشرة وكأنه يحكي له القصة وجهًا لوجه، مما يخلق شعورًا بالقرب والحميمية.
يوجد أيضًا انسياب واضح للمشاعر في النصوص، خاصة عند الحديث عن الفقد، أو التوبة، أو الإيمان، أو الظلم.
كثيرًا ما يستخدم الكاتب عبارات تنبئ عن خروجها من قلب لا من قاموس مثل (دعني وجراحي فقد خابت أمانينا)، أو الشعر الذي كُتِب في فصل (إنه قدري) أو الشعر الوطني المُعبِّر عن حب الوطن والحزن على فقد الشهداء.
للغة الدينية حضور واضح في أجزاء كثيرة من الكتاب، وخاصة الفصول التأملية مثل (إنه قدري، إعدام داخل زنزانة).
يستخدم الكاتب تعبيرات من القرآن الكريم والحديث النبوي واللغة الصوفية، كما أنها تعطي طابعًا روحيًّا كوسيلة للتأمل والاعتراف والتطهُّر الداخلي.
من أساليب الكتابة الجاذبة:
(أسلوب الحكي الشعبي) فكثيرًا ما يُستخدم نسق (الحكواتي) كما في حكايات ألف ليلة وليلة حيث يبدأ السرد بجمل مثل (وفي تلك الليلة أو وإذ برجل يدخل...).
(الحوارات الحية) الحوار بسيط واقعي، وغالبًا ما يكشف عن شخصيات المتحدثين وطبقاتهم الاجتماعية وغيرها من الأساليب المنوعة.
لمن يُوجَّه هذا الكتاب؟
هذا الكتاب مُوجَّه للقارئ المتأمِّل في الحياة والروح، المُحِب للقصص القصيرة المتنوعة، المُحِب للأدب الرمزي والمسرحيات الفلسفية، الباحث عن نقد اجتماعي بلغة شعبية، لذلك، الكتاب مناسب لجميع الأعمار المحبة للأدب والفكر، ولكنه قد لا يناسب القارئ الذي يبحث عن بنية روائية صارمة أو حبكة محكمة.
بعض الاقتباسات الملهمة:
نحن البشر قد تنخدع كون مداركنا لا تتجاوز سوى الظاهر من الحياة.. لا نعلم أسرار القلوب. من قصة (كوابيس)
دعني وجراحي، فقد خابت أمانينا.. هل من زمان يعيد النبض يحيينا؟ من مقطع شعري في بداية الكتاب.
الموت يجعل الجسد لا يساوي درهمًا، وتخرج الروح من القلب مباشرة بسر إلهي عظيم.
إن علمَكم وكتبَكم ومجلداتِكم كلها لا تتعدَّى آية: وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا. من رسالة السجين.
وختامًا، في (أسطورة 2) لم يكن الحكي من أجل الحكي، بل من أجل أن نتذكَّر أن داخل كل سجين حر، وداخل كل فوضى حكاية، ووراء كل شيطان فكرة، وكل قلب.. حياة تنتظر أن تُكتشف.