كتاب (للنساء.. حكايات) للكاتبة (سمية زكريا)
من منا لا يحب الحكايات؟! وخاصة حكايات الجدات اللاتي عاصرن الحياة بدروبها وعشن أفراحها وأحزانها، ليبثثن لنا ما يمتع العقول ويحرك المشاعر، فتظل كلماتهن وقصصهن عالقة في الأذهان. هكذا، جاءت قصص الكاتبة (سمية زكريا) عبر كتابها (للنساء.. حكايات) الذي نشر عبر منصة "كتبنا" للنشر الشخصي، منسوجًا بين ثناياها معاني الإخلاص والحب والخيانة والوفاء والأمانة، لتأخذنا في مشاهد سريعة مختلفة من الحياة، يغلب عليها الدراما والتشويق.
تحليل الكتاب:
يحتوي كتاب (للنساء.. حكايات) على مجموعة قصصية متنوعة. كل قصة لها طابعها الخاص إلا أن جميعها تشترك في فلك واحد ألا وهو الإنسان وتقلباته النفسية، فنحن كبشر غير متشابهين، ومن الطبيعي ألا نتشابه؛ لاختلاف اهتماماتنا. نتصادف أحيانًا في دروب الحياة؛ نتعارف، نتقارب، نجتمع. ثم نتفرق فنلاقي آخرين نعيد معهم الكرة في موضوعات أخرى، وهكذا تتعاقب الدورات وتتبدل الاهتمامات ونتخلى عن بعضها ونتبنى بعضها الآخر، ننميها بالتمعن فيها فتنضج ليبني بها كل إنسان رحلة نضجه الخاصة. هكذا رأيتُ كتاب (للنساء.. حكايات)، إنه يعرض بعضًا من مشاهد الحياة. ليس شرطًا أن تهمك -كقارئ- جميع قضاياه، ربما تثيرك قضية واحدة فيه، وربما لا تكترث بأي قضية فيه! هكذا هي الحياة.. هكذا هو العالم الذي نعيشه.
قد يغلب على معظم قصص الكتاب فكرة الفقد، مرة تجده على فراش الموت ومرة في المشاعر. ولأن الفقد ليس كل شيء في الحياة فستتطرق القصص إلى أمور مختلفة، فنقرأ قصة كفاح (شيتا) التي دافعت عن حقها في الوجود ضد التهميش، ونرى خيانة الصديقة في قصة (أحلامي وإلهامي)، ونرى رحلة كفاح (محمود) ابن البواب لاعتلاء كلية الطب وسط الإحباطات، ونرى كيف تصمد المرأة وتمتلك اختيارها الخاص وتتماسك أمام التقصير في حقها مثل قصة (عمله الشاق) حيث تحاملت على نفسها أمام كثرة الطلبات ورغم ذلك لم تضجر.
من أفكار الكتاب المحورية:
لفت الأنظار إلى جوانب المرأة العاطفية وإظهار تحوُّلاتها النفسية عند الإهمال أو الهجر، فهو يدور حولها في جميع مراحلها؛ الزوجة، والطفلة، والأم، والصديقة.
إظهار مدى تماسكها وأن لها الاختيار في جميع الأوقات، حتى لو اختارت أن ترعى من يظلمها حقها فالعطاء هو من سماتها الأساسية.
اللغة وأسلوب السرد:
تميل اللغة إلى البساطة غير المخلة بالمعنى، واعتمدت على أسلوب الجمل القصيرة مما أعطى انطباعًا عن سرعة الأحداث وهو ما يناسب القصص القصيرة، ولكن لا يخلو أيضًا من التفاصيل مما يحافظ على جودة اتصال القارئ بالأحداث ووصف دقيق للمشاعر.
معظم قصص الكتاب تأخذ طابعًا دراميًا للأحداث، فالقصص مليئة بالمشاعر المختلفة التي تجعلك تتفاعل معها وتستمر في متابعة الأحداث لتعرف النهاية.
من جماليات الكتاب أنه سلط الضوء على جوانب المرأة العاطفية، مما يصدرها للمشهد ويترك لها مساحتها الخاصة للتعبير عن كامل مشاعرها.
تفضيلات الفئة العمرية:
يناسب من هم فوق سن 18.
الكتاب يخاطب فئة محبي المشاهد الدرامية ومحبي الأحداث الحياتية المعاصرة.
ما نراه أن الكتاب إضافة جيدة لمحبي القصص القصيرة مع الحذر من الإسقاطات المباشرة.