رواية (روحاني الملكوت السابع)
في قلب القاهرة القديمة، بين أزقة الحسين وخان الخليلي، حيث تختلط رائحة البخور بصوت التواشيح، وتتمايل الأرواح في دوامة من التساؤلات، تبدأ رحلة لا تشبه أي رحلة.. رحلة في أعماق النفس، حيث يصبح الدين وسيلةً للهيمنة، والروح سلعة في سوق الضياع، تظهر رواية "روحاني – الملكوت السابع" كصرخة في وجه الزيف، وكشف لطبقات النفس المظلمة ومحاولات جادة للتخلص من هذا الظلم وتلك العبودية لتتحرر تلك النفس، وتؤمن بأن لك الحق في أن تكون حرًّا في اختياراتك، لا عبدًا لمعتقدات جاهزة.
نُشرت الرواية على منصة (كتبنا) للنشر الشخصي لتقدم حكاية تستكشف الروح، هذه رواية لا تتحدث عن مغامرة وحسب، بل هي سفر وجودي يحمل القارئ عبر مستويات متعددة من الإدراك، حيث يتحول كل مشهد إلى مرآة، وكل حوار إلى طقس، وكل شخصية إلى رمز.
ملخص الرواية:
الرواية تبدأ بمشهد في شوارع القاهرة، خاصة الحسين وخان الخليلي، حيث نلتقي بـ مالك، فتى في الخامسة عشرة من عمره، راقص تنورة يعيش في الشارع وهو يُستغَل من قِبل شيخ يُدعى "الشيخ"، يسيطر على مجموعة من الأطفال باسم الدين ويعنفهم ويظهر صديقه إبراهيم (أبو كف)، الذي يشعر بالذنب بعد موت أخيه، ويصارع تاريخه مع النشل، ثم نرى مشهدًا عنيفًا حيث يضرب الشيخ أحد الأطفال أمام الآخرين لإخضاعهم باسم "حق الله"، ثم يبدأ مالك في التمرد داخل نفسه، يفكر في الهروب مع إبراهيم من حياة الذل في الوكر.
ثم يأتي الدكتور وهو شاب ثلاثيني يعاني من وسواس قهري وتفكير زائد ومعه كيان غامض يدعى (سيتو) يرافقه، لا يراه أحد سواه، يمثل ظله الداخلي أو لا وعيه، ومعه فتاة تدعى ثريا ذات وشوم فرعونية جمعتهم الأقدار ليشكلوا ثلاثية.
أثناء تواجد الدكتور وثريا وسيتو في الحسين يتعرض الدكتور للسرقة من قِبَل طفل صغير، ثم تبدأ مطاردة ليقودهم إلى جزء أعمق من الرواية وهو لقاء الدكتور بمالك؛ استجابة إلى رسالة أرسلت من جهة غامض تدعى (فركيول) لتأخذنا الأحداث إلى أعماق نفسية مالك وتحرره من براثن الشيخ الغاضب بمعاونة الدكتور وتحقيقًا لإرادة أعلى لنرى معاني البحث عن الذات والصراع بين الظاهر والباطن والدين بين القداسة والانحراف.
اللغة والسلوب:
الرواية تمزج بين الفصحى الأدبية في السرد والوصف، وبين العامية المصرية في الحوارات خاصة حوارات الشارع، وهذا المزج يعطي الرواية واقعية حية ويقربها من القارئ المعاصر.
وظَّف الكاتب رموزًا مختلفة ومجازية بكثافة مثل (السبحة، التنورة، الحسين،...) وكل رمز يحمل معاني مختلفة: دينية، نفسية، وجودية، مثل: "الملكوت السابع مش مكان.. حالة بتوصل لها لما تحرر نفسك" الجملة في ظاهرها بسيطة، ولكن تحمل عمقًا صوفيًا وفلسفيًا).
أحسن الكاتب في استخدام أسلوب سردي نفسي يغوص داخل الشخصيات فتعيش جميع تقلباتها النفسية، ويعتمد الكاتب أسلوب التكرار ليعكس الحالة النفسية أو التوتر اللحظي مثال: "إحنا ولاد اللي معندوش قلب.. إحنا ولاد الكلب.. إحنا ولاد اللي معندوش قلب" تكرار هوسي يكشف عن غسيل دماغ جماعي.
استخدام أسلوب الحوار الشعبي يجعل الحوارات نابضة بالحياة، قريبة من الشارع وتسهم في بناء الشخصيات بصدق.
رسائل الرواية وأفكارها:
فكرة الرواية المحورية أن التحرر الحقيقي يبدأ من الداخل، حين نواجه أنفسنا كما هي، لا كما نحب أن نراها.
حيث إن الانسان يحمل بداخله ظلًا (يمثله سيتو) ولا يمكنه الوصول للنور أو السلام إلا إذا واجه هذا الظل، كل الشخصيات في الرواية تعيش صراعًا داخليًا: بين الدين الحق والدين الزائف، بين الماضي والحاضر، حتى الرسائل التي تصلهم من فركيول ليست إلا أدوات لمساعدتهم على الصحوة من الغفلة.
وفي نهاية الرحلة لم تكن الرواية حكاية عن طفل شوارع ولا عن طبيب يعاني الوساوس، ولا حتى عن فتاة غامضة.. بل كانت مرآة لكل روح تبحث عن مخرج من الفوضى، عن نقطة ضوء تقودها خارج المتاهة.
"روحاني – الملكوت السابع" هي دعوة للتطهر، لكنها ليست تطهرًا دينيًا جامدًا، بل رحلة إنسانية خالصة، وفي الختام، لا يسألك الكاتب إن كنت قد فهمت، بل يسألك هل جرؤت أن ترى نفسك.. كما رآها مالك؟ كما سمعها الدكتور؟ إن أجبت.. فأنت دون أن تدري، وصلت إلى عتبة "الملكوت السابع"
الرواية نفسية فلسفية اجتماعية، تناسب محبي الأدب الرمزي الفلسفي، القارئ الذي يتذوق الواقعية الصوفية، الشباب المهتمين بقضايا الهوية والدين.
الفئة العمرية: +16
ملحَوظة:
حفاظًا على أدب الرواية العام والنسق الأخلاقي للرواية يُنصح بحذف اللفظ الدارج في الصفحة رقم 84
بعض الاقتباسات:
"أنا مش خايف من الجوع.. أنا خايف أنسى طعم الأكل لما أشبع."
"سيتو مش عدوي.. سيتو هو أنا، بس من غير مكياج."
"مش لازم تكون بطل علشان تنقذ حد.. كفاية تكون إنسان."
"أوقات كتير، بنقابل ناس بتلمس فينا حاجات إحنا كنا نسيناها.. مش علشان يرجعونا، بس علشان نفهم إحنا ضايعين من امتى."