السلفيون في مصر

May 25, 2025

كتاب (السلفيون في مصر)

لمؤلفيه كامل كامل وهشام النجار

يعد التيار السلفي أحد أبرز مكونات المشهد الديني في مصر، وقد أثار حضوره جدلًا واسعًا على المستويين الفكري والسياسي، لا سيما بعد ثورة يناير 2011. يتناول هذا الكتاب ظاهرة السلفيين في مصر من زاوية تحليلية، ويستعرض تطوراتهم الفكرية والتنظيمية، وعلاقتهم بالسلطة والمجتمع، دون أن يدعي احتكار الحقيقة أو الانحياز لطرف دون آخر.

يهدف هذا العمل إلى إلقاء الضوء على هذا التيار بوصفه أحد الفاعلين في المجال العام، وذلك من خلال استعراض مراحله المختلفة، وتسليط الضوء على مواقفه وتفاعلاته، مع ترك الحكم النهائي للقارئ، بناءً على ما يعرض من وقائع وتحليلات.

يأتي كتاب (السلفيون في مصر) -والذي نشر على منصة (كتبنا) للنشر الشخصي- تحت تصنيف الدراسات الفكرية والسياسية، ويندرج ضمن أدبيات نقد الحركات الإسلامية، مركزًا بشكل خاص على التيار السلفي في مصر. ومؤلفاه كامل كامل وهشام النجار يقدمان رؤية نقدية تحليلية تهدف إلى تفكيك بنية هذا التيار، وتتبع مراحله المختلفة من النشأة إلى التفاعل السياسي، ثم التحولات التي طرأت عليه بعد الاضطرابات السياسية الكبرى التي شهدتها مصر، لا سيما بعد عام 2011.

محاور الكتاب الرئيسة:

الجذور الفكرية والتنظيرية: يرى الكاتب أن الخطاب السلفي يعتمد على نظرة جامدة للنصوص، ويبقى على مسافة بينه وبين المتغيرات الحضارية، فيقول:

"السلفية مشروع ضد الحضارة.. تعادي الفنون وتشكك في أي شكل من أشكال التعبير الجمالي بدعوى أنها محدثات وبدع."

ويستعرض كيف أن كثيرًا من السلفيين يرون أن مهمتهم هي هدم (الهرم) الحضاري المصري، باعتباره موروثًا غير إسلامي، مشيرًا إلى أن موقفهم من الفن هو كاشف لنمط تفكيرهم.

التحول من الدعوة إلى السياسة: يفرد المؤلف مساحة واسعة لمناقشة دخول السلفيين إلى المعترك السياسي بعد ثورة يناير، ويصف هذه المرحلة بأنها:

"ناقصة النضج، خالية من البوصلة الفكرية، ومبنية على موازنات براجماتية أكثر من كونها مبادئية".

ويستعرض تحالفاتهم مع الإخوان ثم انقلاب مواقفهم بعد 2013، معتبرًا أن ذلك كشف تباينًا حادًا داخل الجسم السلفي بين من أراد الاستمرار كتيار دعوي، ومن اختار الانخراط في السلطة السياسية.

البنية الفكرية ومأزق المجتمع يشير الكاتب إلى وجود حالة من العزلة الشعورية لدى بعض السلفيين، وهو ما انعكس في خطابهم الديني الصدامي، الذي يرفض الحداثة والعلم والفن، وحتى المشاركة المجتمعية.

اللغة والأساليب المستخدمة:

لغة الكتاب عربية فصحى ذات طابع أدبي وتحليلي، تتسم بالجمع بين الأسلوب النقدي الحاد أحيانًا، والطرح الفكري التحليلي أحيانًا أخرى. حيث جاءت اللغة فصيحة واضحة، لكنها لا تخلو من شحنة وجدانية أو عبارات بلاغية في بعض المواضع، ويظهر في بعض المواضع استخدام أسلوب ساخر أو تهكمي، خاصة في نقد بعض الممارسات السلفية. مثل: "حان أوان غلق مصنع الأوهام السلفي..." 

من الأساليب المستخدمة في الكتاب: 

التحليل السياسي والفكري: حيث يعتمد الكاتب على تفكيك الظواهر والمفاهيم مثل: "العزلة الشعورية"، "التدين السياسي". النقد المباشر: يتخذ أحيانًا لهجة صريحة في وصف التيارات السلفية، كقوله: "السلفية مشروع ضد الحضارة..." الاقتباس الديني والنصوص الشرعية: حيث يورد آيات قرآنية وأحاديث نبوية كمادة لنقد التأويل السلفي لها، ويظهر من خلالها تعارضًا بين التأويلات الحرفية والواقع المتغير.

الجمهور المستهدف: 

الكتاب موجه إلى القارئ المثقف المهتم بالشأن الفكري والسياسي والمهتمين بالنقد الاجتماعي والتحولات الدينية في العالم العربي. 

الكتاب يستلزم من القارئ ارتداء نظارة التحليل وتتبع الحقائق والدلائل دون انحياز لجانب عن آخر والعلم بأن الصواب والخطأ يترافقان في نفس الطريق فوجب التحقق والتثبت. 

ختامًا:

يبقى كتاب "السلفيون في مصر" محاولة فكرية وتحليلية لتفكيك أحد أبرز التيارات الدينية في المشهد المصري الحديث. ورغم ما يتسم به الطرح من نقد صريح أحيانًا، فإن العمل يهدف في جوهره إلى تسليط الضوء على التفاعلات السياسية والاجتماعية لهذا التيار، من دون تجاهل تعقيداته أو التعميم على جميع من ينتمي إليه. 

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق