قانون الغاب

May 25, 2025

كتاب (قانون الغاب)

للكاتب (محمد مصطفى)

ما بين سطور هذه الصفحات، تسير الحكاية بخطًى هادئة، لكنها لا تلبث أن تفاجئ القارئ بوقائع تمس القلب، وتوقظ العقل. في كتاب (قانون الغاب) -والذي نشر على منصة (كتبنا) للنشر الشخصي- ستجد فيه صوت الجد الحكيم، وظل الطفل المتنمر عليه، وخطوات عريس متردد. في كل قصة، نداء باطن يبحث عن الضوء.

هذا الكتاب لا يقدم سردًا ولا حبكة تقليدية، بل فسيفساء من البشر والمواقف والمشاعر، أبطالها لا يصرخون كثيرًا، لكنهم يتركون أثرًا لا يمحى.

تحت عنوان "قانون الغاب"، لا يتحدث الكاتب عن الغابة الحيوانية، بل عن غابة الإنسان: حيث تختبر الرحمة في وجه القسوة، وتقاس الرجولة بالكرم لا بالعنف، وتكتب البطولة على جدران القلب قبل أن تطبع في دفاتر التاريخ.

نوع الكتاب، تلخصيه:

 كتاب "قانون الغاب" هو عمل نثري معاصر يجمع بين السيرة الذاتية، والخواطر، والقصص القصيرة، بأسلوب أدبي يمزج بين السخرية الهادئة، والتأملات الوجودية، والنقد الاجتماعي، حيث تتجاور القصص الحقيقية مع التأملات النفسية والروحية.

الملخص:

في قانون الغاب، يصحبنا الكاتب محمد مصطفى في رحلة حية نابضة، تنطلق من طه في صعيد مصر، لتصل إلى أعماق النفس البشرية. عبر محطات متفرقة، يتنقّل القارئ بين مشاهد الطفولة والتنمر، وعذوبة الذكريات، وصراعات الهوية، وتفاصيل الحياة اليومية التي تتحوّل في النص إلى فلسفة عميقة.

 

يظهر الجد "الغاب المتين" كرمز للثبات، بينما يتعاقب على المسرح شخصيات مثل "أبو عامر"، و"الكاتب الشاب"، و"العريس"، و"محسن"، وكلهم يحملون جوانب مختلفة من الكفاح اليومي، من المعاناة النفسية إلى الاحتفاء بالفشل باعتباره نصرًا على الانطفاء.

يُبحر النص في قضايا معاصرة كالتنمية البشرية الزائفة، الاكتئاب، التحوّلات الاجتماعية، والبحث عن الذات، بأسلوب حواري بسيط لكنه شديد التأثير. الغابة هنا ليست مكانًا.. بل حالٌ يحكمنا جميعًا، بقوانينه الصامتة.

 

من أفكار الكتاب المحورية:

  • أحد الأفكار التي سعى الكاتب إلى إيصالها لجمهور القراء هي (الهوية واللقب.. بين الفخر والتنمر) لكونه حامل للقب "الغاب" منذ طفولته، ويتأرجح شعوره نحوه بين الفخر العائلي والوصمة المدرسية. 

هذه الفكرة تنمو لتتناول معنى الهوية الاجتماعية. 

  • يروج الكاتب لفكرة أن المرور بالتجربة -حتى لو فاشلة- أكثر نبلًا من تجنبها، ويرى أن النضج لا يأتي بالجوائز، بل بالوعي خلال السقوط. 
  • الجد "محمد حسين الغاب" ليس فقط شخصية، بل رمزًا للأصالة، والاتزان، والصبر في عالم مضطرب. 

تمثل شخصيته حضورًا أبويًا هادئًا يوازن الفوضى. 

  • يناقش الكتاب بذكاء الفرق بين العدالة كقانون والرحمة كقيمة إنسانية، ويطرح تساؤلات عن الطريقة التي نحكم بها على أنفسنا والآخرين، مستشهدًا بآية "ورحمتي وسعت كل شيء". 

اللغة والأسلوب:

 اعتمد الكاتب على لغة مزدوجة تجمع بين:

  • الفصحى الرشيقة في السرد، التأملات والوصف العام. اللغة هنا أدبية لكنها سلسة، بعيدة عن التكلف. 
  • العامية المصرية :تظهر في الحوارات، والأمثال، ومواضع الضحك والتهكم، وتمنح النص دفئًا إنسانيًا وروحًا واقعية محلية، خاصة في المشاهد التي تدور في الصعيد أو أثناء الحوارات الشعبية. 

 

من أساليب الكتاب:

 

يستخدم الكاتب أسلوب السرد القصصي شبه التخيلي، فبالرغم من كون كثير من الحكايات واقعية أو ذات طابع شخصي، إلا أن طريقة عرضها قريبة من الأسلوب القصصي الروائي. 

 

للكاتب أسلوب مميز في طرح أسئلة وجودية بعبارات قصيرة ومباشرة في أسلوب فلسفي بسيط. 

مثل: لماذا بدأ الله كلامه ب الرحمن الرحيم؟ 

 

وأيضًا وظف وسيلة السخرية في الكشف بها عن المفارقات والازدواجيات في الواقع، تظهر في نقد التنمية البشرية، أو في وصف اللحظات العبثية اليومية. 

 

لا يسير الكاتب وفق خط زمني واحد بل ينتقل بين الطفولة، والشباب، والتأملات، والمواقف اليومية دون تمهيد تقليدي. 

 

من مميزات الكتاب:

 

مما يميز الكتاب صدقه العالي مع القارئ، حيث إنه لا يدّعي الكمال، بل يعرض نقاط الضعف والخيبة والأمل والارتباك الشخصي بشكل يجعل القارئ يشعر أنه ليس وحده. 

 

من مميزاته أيضًا المزج بين اللغة العربية الفصحى الهادئة والعامية المصرية الطبيعية دون تكلف. 

 

تنوع المواضيع والقصص قد يكون ميزة لبعض الناس كونه يغطي مساحات متعددة من الواقع العربي المعاصر وقد لا يناسب محبي الفكرة أو الموضوع الواحد.

 

من سلبياته:

 

قد لا يناسب بعض القراء كون الكتاب لا يتبع ترتيبًا خطيًا أو موضوعيًا واضحًا، فهو يشبه في بنائه "فسيفساء مشاعر" أكثر من "رواية" أو مجموعة مقالات محكمة.

 

أيضًا الإيقاع غير المتوازن، فبعض الفصول تنبض بالحياة وتقرأ دفعة واحدة بينما أخرى تميل للهدوء المبالغ فيه أو التكرار إن لم تكن متصل بالمزاج الوجداني للنص.

 

الجمهور المناسب للكتاب: 18+ 

الكتاب يناسب القراء من جيل الشباب واليافعين الذين يعيشون تحولات هوية ومن يحبون الكتابة الحرة والخواطر السردية وأيضًا المهتمون القضايا النفسية وعشاق الأدب المحلي المعاصر. 

 ختامًا: الكتاب تجربة فريدة ونزهة عقلية تشتمل على تجارب عديدة ستترك أثرًا ولا بد في نفس القارئ. 


 

­

Related Posts

Comments

Add Review