عارٍ أنا

May 25, 2025

كتاب «عارٍ أنا»

حين تُطفأ الأنوار من حولك، وتبقى وحيدًا مع صدى أفكارك، حين لا يعود جسدك سوى هيكل يئن، وروحك تتسكع بين الذاكرة والحلم، عندها فقط، ستفهم معنى أن تكون عارٍ تمامًا، لا أمام الناس، بل أمام نفسك.

في هذا الكتاب، تسير كريستا فريد بين حقول الألم، تحمل على كتفها صندوقًا من الأسئلة الثقيلة، وتكتب كما لو أنَّ الكتابة نجاة، كما لو أنَّ كل سطر هو شهقة حياة انتُزعت من فم الخيبة.

«عارٍ أنا» ليس مجرد اعتراف، بل زفرة قلب، وارتعاشة أُنثى تواجه الحياة بالكلمات، بعد أن أنهكها الصمت، ستجد هنا نصوصًا كُتبت بحبرٍ من الوجدان، ورسائل بلا مَرسل إليه، وحنينًا يتسلل كالماء بين شقوق الروح.

اقرأه لا لتعرف مَن هي، بل لتقترب أكثر ممَّن تكون أنت.. حين تنزع أقنعتك، وتواجه مرآتك بلا خوف.

نوع الكتاب ومُلخصه:

«عارٍ أنا» هو كتاب نثري أدبي تأملي ينتمي إلى أدب السيرة الذَّاتية الحرة، يتقاطع مع الخاطرة والشعر النثري والبوح الوجداني، لا يتقيَّد بسرد قصصي تقليدي، بل يعرض مجموعة من النصوص المُتصلة عبر خيط شعوري داخلي، يتناول قضايا الهوية، والفقد، والحب، والوجع، والنضج، والبحث عن الذَّات، يتسم أسلوبه بالعفوية الصادقة والمُكاشفة النفسيَّة الجريئة، وهو أقرب إلى الأدب النسوي العميق ذي البُعد الفلسفي والنفسي.

المُلخص:

الكتاب رحلة داخليَّة عبر محطات من السيرة الذَّاتيَّة الروحيَّة والشعوريَّة للكاتبة كريستا فريد، تنقسم النصوص إلى عدة مستويات من البوح:

تبدأ الكاتبة بسرد تأثير فقدان الأب منذ الصغر، وكيف تحوَّلت الطفلة إلى راشدة قبل أوانها، وتعاني من غياب الأمان، ممَّا يترك أثرًا دائمًا على تكوينها النفسي والاجتماعي، تعكس النصوص مرارة اليُتم، والعزلة، والانكسار المُبكر.

تنتقل فريدة من موقع الضحية إلى موقع المتأملة، فتبدأ في تفكيك المُجتمع الذي يسلب المرأة صوتها وخياراتها، وتطرح تساؤلات عن أدوارها، وحريتها، وقيمتها في عالم يغصُّ بالأحكام والتناقضات، هي أنثى تكتب لتتحدَّى القيود لا لتتجمَّل.

الكتابة بالنسبة لفريدة ليست هواية، بل وسيلة نجاة، في فصل «قلم الأميرة»، تتحدَّث عن الورق كرفيق لا يخون، والقلم كصوت لروحها حين يخونها الكلام، تُعبِّر عن لحظات الانكسار، لكن أيضًا عن نهوضها بعد كل سقوط.

كثير من النصوص تعكس شعورًا عميقًا بالتِّيه، وكأنَّ صاحبة النص تائهة بين عالمين: عالم تتوَّق للانتماء إليه، وآخَر تُجبر على العيش فيه، تسافر عبر المدن، والأزقة، والبحر، لكن الرحلة الأعمق تكون إلى داخل نفسها.

لغة الكتاب وأسلوبه:

لغة الكتاب محملة بالعواطف الوجدانية، سواء كانت حزن، شوق، ألم، أو بحث عن الذات.

كما انه يوجد تداخل بين التعبيرات العامية المصرية والفصحى مما يضفي صدقًا وقربًا من القارئ.

الذي يطغى على نص الكتاب هو التدفق الداخلي لأفكار الكاتبة دون ترتيب زمني أو سردي تقليدي مما يجعله ملاءمًا في التعببر عن العقل الباطن.

كثير من المقاطع تبدو وكأنها حديث موجه للنفس أو لشخص غائب.

إيجابيات الكتاب:

يظهر لنا في الكتاب صدق التجربة الإنسانية وهذا ينشئ تعاطفًا عند القارئ مع النص. كما أن الكاتبة تطرح أفكار فلسفية وجودية تجعل القارئ يفكر في نفسه، ومن المميزات أيضًا وجود تنوع في الأصوات و الحوارات مثل حوارات "فريدة" و "الآخرين"، وحتى الحوار الذاتي، مما يكسر الرتابة و يعدد من وجهات النظر المختلفة.

سلبيات الكتاب:

أحيانًا الخلط بين الفصحى و العامية يحدث تشتتًا للقارئ و يقلل من جودة اللغة الأدبية. عدم وجود بناء سردي واضح لكون الكتاب أقرب لخواطر متفرقة أكثر من كونه عمل أدبي مترابط، لذلك لن يكون مناسبًا لمن يبحث عن حبكة أو تسلسل محكم.

العمر المناسب و الجمهور المفضل له هذا الكتاب:

الكتاب مناسب لمن هم فوق سن 18 لاحتوائه على تجارب و مواقف وأفكار تلائم أصحاب الأفكار و التجارب السابقة.

الكتاب يناسب محبي الأدب الذاتي و التأملي وأيضًا محبي اللغة الشاعرية و المجازات

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق