حكايا طبيب أسرة

May 25, 2025

كتاب «حكايا طبيب الأسرة»

للدكتور صلاح الدهان

ألمٍ صامت، ودمعةٍ تسقط من عين واحدة، وأم تصرخ لتشنج طفلها المصاب بالحمى .... إنها ليست مجرد أعراض، إنها حكايات طبيَّة تنتظر مَن يفهمها، ويُشخِّصها، ويحوِّلها من لغز إلى وضوح، ومن خوف إلى طمأنينة.

في عيادة صغيرة، وخلف كل باب يُفتح على مريض، تبدأ قصة، قصة قد تحمل معلومة تُنقذ حياة، أو خطأً شائعًا آن أوان تصحيحه، أو لحظة إنسانيَّة تعزز الثقة بين الطبيب والمريض.

في هذا الكتاب، والذي نُشر على منصة «كُتبنا» للنشر الشخصي، لا نقرأ عن الطب من زاوية علميَّة باردة، بل نغوص في الطب كما يحدث في الحياة، نسمع صوت المرض وهو يتكلم، ونرافق الطبيب في رحلته بين الأعراض والتشخيص، ونشهد انتصارات صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا.

«حكايا طبيب أسرة» هو كتاب يدمج التشويق بالحِكمة، والمعرفة بالتجربة، ليكون دليلًا مُبسطًا وسلسًا لكل مَن يسعى لفهم جسده، وأسرته، وصحته، بلُغة القصص بعيداً عن الطرح التقليدي الرتيب. 

نوع الكتاب والمُلخص والتحليل:

الكتاب ينتمي إلى الأدب الطبي التثقيفي، ويُصنف ضمن كُتُب الثقافة الصحيَّة العامة، التي تهدف إلى نشر الوعي الطبي بأسلوب مُبسط وسردي قريب من القارئ غير المُتخصص.

يضم الكتاب «حكايا طبيب الأسرة» للدكتور صلاح الدهان، مجموعة من القصص الواقعيَّة المُستوحاة من عمل المؤلف كطبيب أسرة، يستخدم فيه أسلوب الحكاية لتبسيط مفاهيم طبيَّة متنوعة، فيعرض في كل فصل حالة صحيَّة معينة بأسلوب قصصي، يشرح من خلاله أعراض المرض، وأسباب ظهوره، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح وقائيَّة مهمة.

يبدأ الكتاب في مُقدمته بمُناقشة أهمية القصة في إيصال المعلومة الطبيَّة، ويُبرز دور الطبيب كناقل للتجربة والخبرة.

يُركِّز الكتاب على مناقشة الحالات الطبيَّة والمشكلات الشائعة بين النَّاس، ويهدف الكتاب إلى تصحيح المفاهيم الطبية الخاطئة مثل موضوع «محاكمة فيتامين د، طقطقة المفاصل بين الإشائعة والحقيقة، الفهم الخاطئ لإدمان الفينتولين»، ثم يُقدِّم نصائح عملية مُبسطة سهلة الفهم والإدراك لعموم النَّاس.

بين السطور، لن تجد نصائح طبيَّة جامدة، بل ستُدهشك كيف تتحوَّل معلومات مُعقدة إلى حكايات ممتعة، وصادقة، ومؤثرة.

الكتاب ليس فقط لتعرف، بل لتفهم وتشعر، وتتصرف بذكاء حين تواجهك المواقف الصحيَّة في حياتك.

اللغة والأسلوب:

الكتاب مكتوب بلغة عربية فُصحى سهلة ومباشرة، أقرب إلى الأسلوب الصحفي القصصي منها إلى اللغة العلميَّة الجافة، يحرص المؤلف على أن تكون لغته مفهومة لعامة النَّاس من غير المُتخصصين في الطب، جاعلًا لُغته مُحمَّلة بالعاطفة والواقعيَّة. 

من مميزات أسلوب الكتاب أنه مشوِّق وبعيد عن التعقيد، حيث يفتتح كل موضوع بحكاية أو موقف حقيقي ثم يسحب القارئ بسلاسة نحو المعلومة الطبيَّة، ويتسم أيضًا بالموازنة بين العلم والإنسانيَّة، حيث يجمع بين معلومات طبيَّة دقيقة وبين مشاعر المَرضى ومعاناتهم، مثال ذلك:

«أنا المرض الصامت.. هشاشة العظام، لا تشعرون بي حتى تسقطوا فتكسرون! أتمنى أن لا تصابوا بي، فابقوا في الشمس، واشربوا الحليب، وامشوا كثيرًا، وابقوا أقوياء".

إليكم أبرز مميزات الكتاب:

يتميز الكتاب بأسلوب قصصي جذَّاب، حيث يُقدِّم المعلومات الطبيَّة من خلال حكايات واقعيَّة أو شبه واقعيَّة بأسلوب أدبي بسيط ومؤثر. تبسيط الطب لعامة النَّاس، حيث إنه يشرح الأمراض والأعراض والعلاجات بلغة سهلة وأمثلة يوميَّة واضحة. تعليم عملي وتثقيف صحي لا يكتفي بالتشخيص فقط، بل يُوضِّح متى تذهب للطبيب، كيف تتصرف، كيف تقي نفسك. يُشجِّع القارئ على اتخاذ قرارات صحيَّة أفضل في حياته اليوميَّة.

الجمهور المُناسب للكتاب:

هذا الكتاب يُخاطب شريحة واسعة من القُرَّاء، ويمكن اعتباره مفيدًا وممتعًا للفئات التالية:

أفراد الأسرة عمومًا:

الآباء والأمهات: لفهم مشاكل أطفالهم الصحيَّة والتَّصرُّف الصحيح عند الطوارئ أو الأعراض الغامضة.

المراهقون والشباب: للتوعية بمشاكل معينة كالسمنة، والأمراض الجلدية، والاضطرابات النفسيَّة.

كبار السن: لفهم الأمراض المزمنة «السكري، وارتفاع ضغط الدم، وتضخم البروستاتا، والزهايمر...» وكيفية التعامل مع الأدوية. 

المعلمون والمُرشدون التربويون لفهم بعض الحالات التي تظهر عند الأطفال في المدارس «كالصرع الغيابي أو تأخر الكلام»، وكيفية ملاحظتها. كل مَن يرغب في تثقيف نفسه صحيًّا بلُغة غير مُعقَّدة.

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق