غموض الجثة المرعبة

May 25, 2025

رواية (غموض الجثة المرعبة)

للكاتب (زاد الخير)

من قلب الروايات البوليسية الغامضة، تخرج لنا رواية (غموض الجثة المرعبة) التي نشرت على منصة (كتبنا) للنشر الشخصي بقلم الكاتب (زاد الخير).

في قلب صحراء (سيدي برّاني) القاحلة، ظهرت جثة. دون مقدمات. لا علامات حول الجثة، لا بصمات، لا كاميرات رصدت شيئًا.

والجثة؟ لرجل في السبعينيات، أو هكذا يبدو.

لكن مع أول نظرة تشريحية، تهاوت قوانين المنطق والعلم معًا.

رحم داخل جسد ذكر. أعضاء داخلية ممزقة تمزيقًا وحشيًا.. دون خدش واحد على الجسد من الخارج.

هل يمكن للعقل تولي زمام كل شيء بدون إيمان؟

هذه رواية بوليسية نفسية، تغوص في دهاليز الطب الشرعي، وتقحم القارئ في عالم من الغموض والرعب العلمي.

كلما اقتربت من الحقيقة، ابتعدت أكثر.. وكلما ظننت أنك فهمت، باغتك السؤال الأخطر: هل نحن أمام إنسان؟ أم.. شيء آخر؟

تحليل الرواية:

تبدأ الرواية بجريمة غامضة وهي العثور على جثة مجهولة في صحراء (سيدي برّاني) دون أي آثار أقدام أو بصمات، مما أثار الشكوك، وجعل السلطات تستدعي الطبيب الشرعي النابغة (صهيب الغول) والمحقق (ماجد) للتحقيق في القضية لمحاولة كشف غموض وملابسات تلك القضية ليكتشفا العديد من الظواهر الغريبة ويدخلانا معهما في قسم التحليل الجنائي لاكتشاف معلومات صادمة: الجثة بها رصاصة مستقرة داخل القلب دون وجود مدخل. وتم العثور عظام أخرى مطابقة تمامًا لعظام الجثة. مما يشير إلى تناقضات بيولوجية شديدة ليقع المحقق والطبيب في تحديات مركبة ويشركانا معهما في تحليلاتهما الجنائية وأسئلتهما الفلسفية بصورة مشوقة، ثم نرى الجانب الفلسفي لكل من المحقق والطبيب الذي اشتمل على الضغط النفسي والصدمات والرغبة الملحة في كشف هذا الغموض، ثم يُرفع الستار عن الخلفية الفكرية والحياتية لكل من المحقق والطبيب ليُكشف لنا عن ترابط وثيق بين الجانب الفكري الفلسفي وأحداث الرواية مما يجذب القارئ إلى معرفة آخر الأحداث مع صعوبة في توقعها. وتنتهي الرواية على نحو فلسفي وجودي وتأملات في الحياة والموت، ومعنى السعادة والقدر من خلال مشاهد حوارية بين أطفال فيقول أحدهم: "أكيد بعد كده هنموت، زي عمو العجوز اللي مات النهارده.. بابا قال لي إن كل الناس لما هتكبر وتعجز هتموت، لغاية ما يبقاش في الدنيا دي كلها غير ربنا بس!" فيرد الآخر مصدومًا: "هيفضل ربنا! هو اللي هيبقي.. ويذهب كل الشر!"

ليتركنا الكاتب مع تساؤلات كبرى عن:

هل يمكن للعقل البشري أن يفسر كل شيء؟

هل بعض الألغاز قدرية يجب التسليم بها؟

هل الغموض أحيانًا مقصور ليرينا هشاشتنا أمام المجهول؟

اللغة والسرد:

تتميز الرواية بلغة عربية سهلة الوصول للقارئ.

تمتاز الرواية بأسلوب التشويق والدهشة: "الرصاصة مستقرة في غشاء القلب دون أي مدخل! كيف؟ كيف دخلت؟! لا خدوش، لا جروح، لا شيء! هذا يناقض العلم كله!"

أسلوب السرد العلمي الدقيق: "تم الكشف على الرمال بواسطة مادة اللومينول وهي تعطي توهجًا أزرق عند ملامسة الدم"

أسلوب الحوار الحي بين الشخصيات:

"المحقق: الرصاصة.. ليست لها فتحة دخول؟!

الطبيب: نعم، ساكنة داخل القلب، بلا خدوش."

أبرز أفكار الرواية المحورية:

حدود العقل والعلم

الرواية تبرز صراعًا واضحًا بين العقل والمنطق العلمي من جهة والظواهر غير المفسرة من جهة أخرى.

الصراع الداخلي بين العقل والذعر

تتكرر لحظات الانفعال والتوتر والذهول عند الشخصيات مما يظهر: ضعف الإنسان أمام ما لا يفهمه، حاجة البشر للمنطق حتى في مواجهة اللامعقول.

الفناء والوجود

تنتهي الرواية بحوار طفولي يتأمل فكرة الموت وبقاء الله وحده.

نقاط الرواية الإيجابية:

فكرة مبتكرة وغامضة بشدة. سرد مشوق ومشحون بالتوتر. تفاصيل علمية دقيقة. تعمق فكري وفلسفي.

نقاط الرواية السلبية:

الإفراط في التفاصيل أحيانًا. قلة الشخصيات الجانبية المؤثرة.

التركيز مفرط على الطبيب والمحقق، بينما الشخصيات الثانوية ضعيفة وغير متطورة.

الإفراط في الحوار

أحيانًا يتحول السرد إلى حوار طويل بين شخصين دون حركة فعلية، مما قد يبطئ الإيقاع.

تلك الرواية تناسب محبي الغموض البوليسي مثال: عشاق روايات أجاثا كريستي أو كونان دويل.

القراء المهتمين بالعلم والطب الشرعي لاحتوائها على كم هائل من التفاصيل التشريحية والتحاليل الطبية ومحبي الروايات الفلسفية ولا تناسب الباحثون عن الترفيه الخفيف أو كارهي النهايات غير المحسومة أو من ينزعجون من التفاصيل الطبية أو الجثث.

تناسب من أعمارهم +١٦

ختامًا: الرواية أكثر من رائعة وستكون إضافة مميزة لمكتبة القارئ.

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق