هادي هوس هوس الجزء الثاني

May 25, 2025

كتاب «هادي هوس هوس»

للكاتب مصطفى أبو ذكرى

في زمن يزداد فيه الضجيج وتضيع فيه الأصوات الحقيقيَّة بين ضوضاء المُجاملة والتظاهر، تبقى «المشاعر الصادقة» هي اللغة الوحيدة التي لا تُخطئ الطريق إلى القلب، فليس أصدق من إحساس خرج من أعماق الإنسان دون تزيين، ولا أبلغ من تعبير عفوي يفضح ما تعجز الكلمات المُرتبة عن قوله.

هذا ما لا تخطئه العين عندما تقع على كتاب «هادي هوس هوس»، والذي نُشر على منصة «كُتبنا» للنشر الشخصي.

كتاب «هادي هوس هوس» هو تعبير صادق هادئ في صورته الخارجيَّة مُتقد بالمشاعر والأحاسيس والتعبيرات العفويَّة.

نَوع الكتاب، ملخصه، وتحليله:

كتاب «هادي هوس هوس» هو عمل قصصي مصوَّر يجمع بين التجارب الشخصيَّة والتأملات والخواطر المُحمَّلة بالنصائح بشكل عفوي.

يأتي هذا العمل القصصي المصوَّر ببساطته وعفويته كنسمة خفيفة تمر على قلبٍ أنهكه التكلُّف، فرغم أنَّ الرسوم بدائيَّة، والخطوط غير مُتقنة، إلا أنَّ ما يُميِّز هذا العمل حقًا هو صدق المشاعر التي يتدفّق بها من مشهد إلى آخَر، كل لقطة، وكل عبارة، تشي بأنَّ المُبدع لم يسعَ إلى الإبهار، بل إلى البوح.

القصة لا تلتف حول حبكة مُعقدة، ولا تطمح إلى إثارة كبرى، بل تسير في خطّ بسيط نحو غاية عميقة، أن يقول الإنسان ما يشعر به، كما هو، دون تزييف، يُلامس القارئ/المشاهد حالات من الحزن، والفرح، والخوف، والاشتياق، مرسومة بألوان طفوليَّة أحيانًا، لكنها محمَّلة بصدق نادر.

في هذا النوع من الأعمال، لا يكون التقييم بالجودة التقنية، بل بالقدرة على الوصول، وهذا العمل يصل، إنه تذكير ناعم بأنَّ التعبير الصادق عن المشاعر لا يحتاج أدوات مُتقنة بقدر ما يحتاج قلبًا حقيقيًّا.

الموضَع الرئيسي الذي يدور حوله الكتاب هو كيفية التعامل مع المشاعر المُختلفة، حيث يعد التعامل مع المشاعر المُختلفة من أبرز التحديات التي يواجها الإنسان في حياته اليوميَّة، فمن الفرح إلى الحزن، ومن الغضب إلى الخوف، جميع المشاعر تُشكِّل جزءًا أساسيًّا من تجربتنا البشريَّة، إلا أنَّ القدرة على التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحيَّة وفعَّالة هي ما يُميِّز الأفراد الذين ينجحون في تحقيق التوازن الداخلي والعيش بشكل أكثر وعيًّا وراحة.

من مواضيع الكتاب: «فقدان الشغف، تائه، الوحدة، لا يعني لا، المهم إنك حاولت، حياتك عادية».

لغة الكتاب وأسلوبه:

الأسلوب السردي في الكتاب يتميَّز بالبساطة والسلاسة، حيث يستخدم الكاتب العامية لتقريب المسافات بينه وبين القارئ، في هذا الأسلوب، لا نجد زخرفات لغويَّة مُعقدة أو جُمل طويلة، بل يتم التركيز على الحديث المباشر والتعبير العفوي عن المشاعر، وهذا يساهم في بناء أُلفة بين القارئ والكتاب، ممَّا يجعل القصة أكثر تأثيرًا.

في القصة، نجد أنَّ الكاتب عبَّر عن مشاعره بطريقة مباشرة وصادقة، بدون تكلُّف أو مُبالغة، الغضب، والفرح، والخوف، والحزن كلها مشاعر تُنقل بوضوح من خلال كلمات عامية تنبع من تجربة حياتيَّة واقعيَّة، هذا النوع من التعبير يعكس طريقة تفاعل الناس في الحياة اليوميَّة، ويمنح القصة مصداقية أكبر.

مميزات الكتاب:

- الصدق العاطفي، حيث إن أهم ما يُميِّز هذا النوع من القصص هو أنه ينقل المشاعر كما هي دون تزيين أو مبالغة، ممَّا يجعل القارئ يشعر بأنَّ ما يُقال حقيقي وقريب من قلبه.

- القصص البسيطة عادةً ما تركز على تفاصيل إنسانية صغيرة لكنها عميقة، كحزن عابر، أو لحظة اشتياق، أو موقف صادق، ما يمنحها عمقًا رغم قصرها أو بساطتها.

- الابتعاد عن التعقيد يجعل السرد يبدو عفويًّا وصادقًا، وكأنَّ الراوي يحكي مباشرةً من قلبه، ممَّا يزيد من الألفة والتواصل مع القارئ.

- العمل القصصي البسيط قد يُكتب بالفصحى أو العامية أو حتى يُرسم في قصة مصورة، لأنَّ قوة تأثيره لا تتعلَّق بالشكل بل بـ الصدق والإنسانيَّة في المضمون.

سلبيات الكتاب:

الصدق والبساطة عوامل يصعب الحُكم عليها بشكل موضوعي، لذلك قد يرى البعض أنَّ القصة ضعيفة فنيًّا، رغم تأثيرها العاطفي، ما يضعها في منطقة رمادية بين الأدب والبوح.

العمر المناسب:

الكتاب مناسب لمَن أعمارهم 14 فما فوق لبساطته وسهولة انتشاره بين الطبقات المختلفة. 

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق