منصورة 91 (أحمد شلبي) أصل تلك الحكاية يعود إىل سنة ١٢١٩م، ومن العادلية جنوب دمياط، حيث وصلت امللك َّ الكامل نارص الدين محمد بن العادل أخبار من القاهرة مفادها أن أحد وزرائه، وهو األمري عامد ِّر مؤامرة لإلطاحة به وتولية أخيه الفائز مكانه فرتك العادلية، والتي كان ُدب الدين بن املشطوب، ي ُرابط بها خلف جيشه وأهايل مدينة دمياط ملُواجهة جيوش الفرنجة، والتي نزلت يف مكان غرب ي ًا أهم قادة جيشه وأبسل جنوده، وهرع إىل القاهرة ُ ُ سمى جيزة دمياط منذ شهور، مصطحب دمياط ي ملُعالجة املوقف والحفاظ عىل عرشه، فقبل هذا التاريخ بستة أعوام، أي يف سنة ١٢١٣م، قاد بابا ُ روما إينوسنت الثالث دعوة بابوية لحث املؤمنني عىل قتال املسلمني الكفار، مرسلً وعاظ الحرب املُ َّ قدسة إىل أنحاء أوروبا الكاثوليكية، واستمرت حملة الوع ُ اظ تلك زهاء السنتني انعقد يف إثرها َّ مجمع التران الرابع بروما، والذي حدد سنة ١٢١٧ ً موعدا لبدء الحرب املُ َّقدسة لتحرير أورشليم وتأديب املسلمني، تويف البابا إينوسنت الثالث قبل بدء الحملة الصليبية الخامسة تلك، فتوىل خلفه ًا قاصده الرسويل الكاردينال بيالجيوس عىل رأس الجيوش ُ هونوريوس الثالث القيادة العليا منيب األوروبية يتقدمهم العديد من ملوك وأمراء أوروبا كملك املجر ودوق النمسا وملك قربص، وكان يف استقبالهم چان دي برين ملك أورشليم عند بدء توافدهم عىل عكا التي بقيت بحوزتهم شأنها ُ شأن معظم مدن ساحل الشام كنتيجة لص ُ لح الرملة، والذي كان قد عقد قبل نحو ثال ً ثني عاما بني ُ ِّدرت أعداد املُقاتلني األوروبيني املُحتشدين بعكا بال أي صالح الدين األيويب وريتشارد قلب األسد، ق ُمبالغة بنحو عرشين ألف فارس ومائتي ألف من املُشاة، كانت مرص والشام يف ذلك الوقت تحت ُحكم امللك العادل شقيق صالح الدين األيويب ورشيكه يف معاركه الكربى ضد الصليبني، كان رشيكه ُ يف انتصار حطني الساحق، ويف هزمية أرسوف ضد ريتشارد، وكان قلمه يف توقيع معاهدة الرملة، إلا أنه وبعد وفاة أخيه صال َّ ح الدين والذي كان قد قس ُ م مملكته عىل أفراد أرسته قبيل وفاته معطي َّ األهم منها ألبنائه، فدب الخال َّ ف بني اإلخوة وبعضهم من جهة وبينهم وبني عمهم العادل من ناحية ُ أخرى عىل املرياث، لتنتهي األمور بانتزاع العادل الح ُ كم وانفراده به بالقوة م ً بعدا وعازلً أبناء أخيه ُم ِّقسًم مملكته هو اآلخر عىل أبنائه، الكامل يف مرص، واملظفر عيىس واألرشف موىس يف الشام .