على مشارف الواحة المنسية

الكاتب: فريق كتبنا
0 تقييمات الزوار

أدولف هيرمن، الضابط الألماني في الفيلق الإفريقي الذي حارب في العلمين إبان الحرب العالمية الثانية، يقرر الهرب والمكوث في مصر بحثًا عن حياة هادئة بعيدًا عن أهوال الحرب وشبح الأسر بعد تيقُّنه من الهزيمة. لكنه يجد نفسه ضحية لصراعات من نوعٍ آخر تُنهي مشواره في مصر التي قضى فيها 22 عامًا.

بدأ الأمر ليلة وفاة "ياسمين هانم"في سبتمبر 2004، عندما اكتشف حفيدها خالد، الشاب اليتيم المنطوي، أن جده "فاروق" (والد أمه) هو نفسه الضابط الألماني "أدولف هيرمن". 

 ليلة وفاة جدته كانت نقطة تحول قاسية كادت تكسره، لولا اكتشافه حقيقة جده في الليلة ذاتها، فتحولت حياته إلى عالم جديد مليء بالألغاز، ممّا دفعه لتجاوز أحزانه وكسر روتين حياته والانطلاق عبر الزمن في رحلة عبر الأحداث والأماكن.

عثر "خالد" على صندوقٍ في دولاب جدته الراحلة يحوي متعلقات جده الشخصية ومذكراته عن رحلته في مصر. رحلة بدأت بهروبه إلى الإسكندرية بعد قتله زميله الضابط هاينز، الذي حاول منعه من تنفيذ خطته أثناء مهمة إيصال العملات الرومانية الأثرية إلى طبرق، والتي عُثر عليها في العلمين. 

غيّر أدولف هويته بمساعدة "عم هاينز"، رجل الأعمال المقيم في الإسكندرية ومالك محلج للقطن وورشة آلات في كفر الجنيدي، والذي كان يستعد لمغادرة مصر مع ابنته روز (خطيبة هاينز). اشترى رودولف ممتلكات العم، وتزوج من "ياسمين" ابنة مدير المحلج. لكنه سرعان ما أصبح ضحية صراعات جديدة عندما كشفت المخابرات المصرية عن هويته الألمانية.

نُقل إلى القاهرة بأمرٍ من المخابرات للعمل في برنامج الصواريخ المصري بأحد مصانع حلوان الحربية، ثم انضمّ إلى عمليةٍ استخباراتية لتهريب أخيه التوأم (ضابط سابق في وحدات إس إس النازية) من أوروبا للعمل مع الخبراء الألمان في تحديث جهاز الأمن المصري. 

تعرّف في تلك الفترة على مجتمع العلماء والضباط الألمان الذين استعانت بهم مصر كمستشارين لتحديث الصناعة والجيش، ودخل عالمًا خفيًّا مليئًا بالمخاطر والجواسيس، وساعد المخابرات في كشف شبكة تجسس للموساد.

بعد نجاح المهمة، عاد إلى عمله في مصنع حلوان، ورغم استقراره وتأقلمه مع المجتمع المصري، ظل صراع الهوية يؤرقه. وفي عام 1965، مع قطع مصر علاقاتها بألمانيا الغربية وطرد الخبراء الألمان، أُجبر على مغادرة مصر و ترك عائلته.

تركت مذكراته لغز اختفائه غامضًا، فقرر حفيده خالد البحث عن الحقيقة. 

خلال قراءته للمذكرات، واجه شبحَ هاينز، وأبلغ السفارةَ الألمانيةَ بمكانِ دفنِه. وفي الاحتفاليةِ السنويةِ لضحايا الحربِ العالميةِ الثانيةِ في العلمين، كانت المفاجأةُ التي غيَّرَت حياتَه 180 درجةً.

الأعضاء الذين اشتروا هذا، اشتروا أيضا

عن الكاتب

فريق كتبنا

التقييمات

0

0 المجموع
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0