في نقطة تفتيش نائية على حدود دولة "بلوستان".. وفي ليلة مظلمة باردة.. جلس الجندي المكلف بحراسة هذا القطاع من الحدود داخل برج الحراسة منكمشا في معطفه الميري الثقيل.. ثم تحركت يده لتلتقط قطعة من خشب التدفئة وتلقي بها في إناء معدني متهالك بجانبه تشتعل فيه بقايا أخشاب محترقة شارف وهجها على الخفوت.. ارتشف باقي القهوة الساخنة على مرتين متتابعتين.. ثم أحكم ربط كوفيته فوق رقبته.. واطمأن أن كابه العسكري يغطي رأسه جيدا.. ثم قام من مقعده.. وألقى نظرة أكثر شمولا على الأفق المظلم أمامه والظاهر عبر نافذة البرج
هذه الرواية كتبت قبل ثورات الربيع العربي بأكثر من سنة كاملة, وأي تشابه بين أحداثها وبين ما وقع بدءا من أول عام 2011 وحتى يومنا هذا, هو محض ذكاء خارق ورؤية ثاقبة للمؤلف الفشيخ. الحكيم فنكش, رواية للشباب الذي يبحث عن هدف في الحياة.
أنا الآن أحلم.. أجلس في شرفة قصر, وأرتدي ملابس فخمة فضفاضة مزخرفة بخيوط ذهبية, وأمامي حدائق غناء لا حدود لها تموج بخضرة لم أرى أروع منها, ويأتي لي الخادم بطبق ملئ بالأضلاع المشوية والذي لم أكد أتناول قطعه منه حتى فوجئت بثعبان كبير ضخم ينقض علي, جريت نحو باب الشرفة وأخذت أطرقه بيدي الإثنين بعنف, وارتفعت دقات قلبي وأنا أصيح: - "أريد أن أستيقظ.." أنظر إلى الأعلى وأصرخ: - "أريد أن أستيقظ الآن.." بالفعل استيقظت.. ووجدت نفسي هادئا في فراشي الدافئ, وألقيت نظرة على الساعة, ووجدت أن لدى مزيدا من الوقت قبل أن أستيقظ للعمل.. ألعاب عقل مشغول, وجبة دسمة مكونة من 25 قصة قصيرة, تشكل بانوراما عميقة للذات والعقل والنفس
يشغل مدرج طائرات شركة "وسط الدلتا" بقعة مربعة في منتصف العاصمة, شديدة الضوضاء, وشديدة الإزدحام. يوميا, أستقل إحدى تلك الطائرات في طريقي إلى المنزل بإحدى مدن الأقاليم والتي تبعد عن العاصمة مئة كيلومتر تقريبا. لا أفضل طائرات "وسط الدلتا" الشراعية المتهالكة, لكنها الخيار الوحيد المتاح أمامي أنا وآلاف الأشخاص الذين يعملون بالعاصمة ولايقيمون بها, ويفضلون –مثلي- الإنتقال اليومي ذهابا وإيابا عبر هذه الوسيلة, والتي لا يميزها شئ سوى رخصها.
لمحتها وسط حضور الندوة الصاخب, وبعد ان تبادلت سيدات المجتمع الراقي اتهام كل الرجال بأنهم طغاة مستذئبون عديمو الرحمة, أنهت مديرة اللقاء اللقاء, وشكرت كل الحاضرات اللاتي شاركن في ندوة تحرير المرأة, ثم أشارت ناحية المنصة وشكرت ضيفة اللقاء, الكاتبة الكبيرة. بعض الحضور كن أجنبيات, لذلك لم يكن غريبا أن ترفع تلك السيدة السوداء يدها وتطلب الحديث باللغة الإنجليزية, أشارت لها مديرة اللقاء, وألمحت بأنه لم يعد هناك متسع من الوقت, فلتمض فيما تريده بسرعة. حدقت في السيدة ذات الملامح الأفريقية, والملابس الحمراء
قصة طويلة تستكشف عالم الوعي, وعلاقة الانسان بوعيه, وعلاقة الآخرين به. عبر قصة فتاة ترتبط بشاب, يفقد حياته في حادث مأسوي, لكن بطريقة ما ينتقل وعيه لحاسب آلي, يتفاعل بشكل صادم مع الفتاة.
أنتدب الصحفي الأمريكي "كلارك كينت" للعمل بمكتب جريدة الـ "دايلي ميل" في القاهرة أثناء موسم انتخابات مجلس الشعب المصري, وتم تخصيص مصور شاب يدعى "صلاح عبد القادر" لمساعدته في تغطية الحدث بأفضل ما يكون.
رولر كوستر رواية ترصد مسارين منفصلين لشخصيتين رئيسيتين هما "سارة", الموظفة القاهرية المهمشة والزوجة المُهمَلة التي تشعر بعدم القيمة في المجتمع, وتجد سلواها في التواصل الاجتماعي الافتراضي عبر فيسبوك. و "يوسف" الشاب السكندري القبطي, وعبقري الموسيقى الذي تتوفى والدته وسنده الوحيد في الحياة فجأة, فيتوه داخل حالة قاسية من الاغتراب, ويشعر بالعزلة عن المجتع ولا يكاد يفعل شيئ سوى عزف الفيولينة, والتدوين على تويتر. يتقاطع مساري الشخصيتين بعد الثورة, وينخرطان مع باقي النشطاء من الشباب في فعاليات سياسية مختلفة تسعى لوضع البلد على المسار الديمقراطي, ويصطدمان بالواقع المصري العنيف, الذي يحتوى في جنباته فلول النظام, وأصحاب المصالح ورأس المال, والمنتفعين من الجهاز البيروقراطي, ومنتظري الغنائم من الإسلاميين. وفي خضم كل ذلك تتحدث الرواية, الذي يشير عنوانها إلى الحد الأقصى من الحروف المسموح به داخل تدوينة واحدة قصيرة على تويتر, عن مدى الإنعزال عن الواقع الذي أصيب به شريحة واسعة من الشباب بسبب وسائل التواصل الاجتماعي, التي حجبتهم عن أغلب المجتمع المصري الذي لا يستخدم هذه الوسائل ولا يتصل بها ولا تعبر عنه بأي شكل. وأثر هذا الانعزال على مسار الثورة, وأثره على الجيل الذي شارك في الثورة وشاهد نقاط صعودها وهبوطها.