ذات صباح أتجه نحو المرآة فأنظر غير وجهى ،أرى صورا للجيل يحفن الماء بالغرابيل أسفل ساعة لها صوت وعقاربها ساكنة لا تتحرك . يمرقون من عائلة مسها بعض اللعنة - أو سوء الحظ - وعلى غير عادة أولياء الله أراهم مارين وهم يرتدون حللهم البيضاء وأغطية الرأس الخضراء والحمراء ، وعلى غير عادتهم في التبشير بالخير الدائم أراهم واقفين على الأبواب يخاطبون وجوها توارت في الظل ، ولا تأتينى أصواتهم بل صمتهم المتواتر . قليلون هم من جلسوا أو قاموا أو راقبوا ضجيجهم الصاخب دون بشارة سوى الموت .
هكذا وجدت التشخيص بعد خمس سنين عجاف من تقرحات الروح والجسد ولا بديل عن الكورتيزون لإيقاف الزحف الذي بدأ من الفم وكما شخصه العلامة النفساني حسين عبد القادر أنه صوم عن الكلام وقطع للصلة بالآخرين من خانوا الروح وخذلوك. تأرجحت الآمال بين أقوال حكماء وأطباء في بلاد الدنيا بين تشخيص للعرض دون اكتناه جوهر المرض وظللت متجلدا أمام تساؤلات الأصدقاء التاريخيين : أين وسامتك القديمة وما كل تلك السِمْنة؟